اعتذرتُ...
اغتذرتُ لقلبِي ..
حينمَا فتحتُ نوافذهُ لهواكَ..
و شتتتَُ الجُنونَ..
على رُوحي..
كحَفنة ترابٍ على قبري..
بيدي ..
و اعتذرتُ ..
اعتذرتُ لِعيناي..
حِينما بكتْ قسوة الفرح..
و ناح الفؤاد كالحمام..
اعتذرت
اعتذرت للزمن..
حينما رسمتَ ِلزمنِي حُلما..
و بَكتْ طريقهُ إليك ِجراح..
و اعتذرت..
اعتذرت..
من جُفونٍ هَربَ من سَماءِهَا السَّحاب
و جَفَّ من شِتاءها المَطر..
اعتذرت..
من كُل كلمةٍ
لحّنها وتر عودٍ من صَدري
أغنية غرام
تدوس الدنيا راقصات..
اعتذرت..
اعتذرت لقلم أحفاه الورق..
وأنْسَحَجَ جَبينه رثاء..
اعتذرت من كل شاعر
أعارني بيت سكنت فيه
لحظات بهمومي
و لطخته بالدموع و الدماء..
اعتذرت من كل خريف..
من كل شتاء..
من كل ربيع..
حينما أَغْشَيْتُ السنون برمل صحراءٍ
وسَقيتُ الظمأ احتراق
و الشوقَ عرق..
اعتذرت من ليل تََغَشَّى حَيْرَتي
و غدرتُ به بطعنة غسق..
اعتذرت ..
.
اعتذرت من حلم نسجت خيوطَ ستائره من سَّدْلُ
و أَرَيْتُه بداية العدم...
اعتذرت من دهر سقاني علقم
بكأس صبرٍ..
و اعتذرت..
اعتذرت منكَ يا من مسكتَ يدي في طريقكَ إلى السراب..
اعتذرت و اعتذرت..
من الورد..
من العبير ..
من الفراش..
من النحل ..
من النخيل..
اعتذرت..
رغم أنكَ سرقتَ الشباب من فؤادي و رحلتَ...
و سقيتَ خيزران حبيِ في أرضكَ
الجـــــــرداء..
الجـــــــرداء..
من آلاف السنين..
و اعتذرت..
اعتذرت من العناكب..
حينما سَدّ ت مداخل و مخارج الفِكر..
و بُؤتُ أكتب كالأطفال..
أبكـــــــــي..كالأطفال..
و بكل سذاجة...
أختبئ تحت الغطاء كالأطفال..
اعتذرت.. و اعتذرت..
من البلابل حينما سقطت أصواتها على مسوداتي
و رميتها من نوافذ كل صباح..
لأني .......و وسادتي..
غنينا طول الليل..
أنشودة الفراق..
و الحمم تتساقط من على خدودنا..
اعتذرت..
اعتذرت..
من المزابل..
رغم أنها باعت لي لقب من ألقاب الحب
في علبة حذاء قديم
بأقل ثمن ......... كسلعة صينية..
رغم هذا..
اعتذرت..
من المزابل..
من العلب..
و حتى ..من الحذاء القديم الذي إنسحج كعبه
في أولى رحلاتي للعشق..
اعتذرت ..و اعتذرت..و اعتذرت..
حتى صار اعتذاري قضية..
أكبر قضية..
القاضي فيها.. الحداثة..
الشهود......أوراقي..
و العريضة الافتتاحية.... آلاف الأبيات..
بدأت بلا عنوان...و انتهت بلا عنوان..
و رغم أني اعتذرت..
زج بي خلف قضبان نفسي..
السجان كان غبائي..
و الجلاد كان قلمي..
و فراشي الورق..
و السرير..هناك..
في تلك الظلمة..
الظلمة التي لا مكان فيها إلا للعشاق..
و بعد كل اعتذاراتي..
اعتذرت لعتذاراتي..
أتعرف لماذا
يا قاضي القضاة..؟
حتى أقول لإبني يوما...
و حتما سيسألني ..
قد أخطأنا نحن..
أما الحب........لا...
فهو ملاك ينزل من السماء.....
و باعتذار
أنسحب
خلف قضبان صدري..
و امسح دموع قنوطي..
……………….